شرح رموز جروحات والآم المسيح ( الجزء الأول )
فلاشات من محاضرات الأب إبراهيم حداد
عندما نقرأ الإنجيل لابد أن نتأمل به وخاصة عندما يبلغنا عن ألآم المسيح وكيف أنهم كللوا رأسهُ بإكليل من شوك. من هنا نتأمل بمعنى إكليل الشوك وأيضا لما ضرب بالسياط....الخ.
يسوع دفع الثمن بالموت بما أن الآلام التي يحملها لا ترمز لشيء يخصهُ هو ولكن ترمز لشيء يخصنا نحن لأننا نحن سببنا الخطيئة ليسوع.
وكما سفر التكوين يقول أن الله خلق حواء من ضلع أدم وقال ادم هذا لَحمُ من لحمي وعظمُ من عِظامِ وبعدها قال الله إن الرجل والمرأة يصبحان واحدا لا يستطيع احد أن يفرقهما أو يفصل بينهما إلا الله. وطالما ليس هناك في مخطط الله فصل، معناه أن المسيح سوف لن يأتي ليموت من اجل الموت ، ولكن هو جاء من اجل الكنيسة ليعطيها روحه فصار هو والكنيسة جسدا واحدا . من هنا مار بولس يقول انه نحن جسد المسيح السري، نحن أعضاء فيه وروحه فينا وإذاً هو متجسد فينا.
وبما أن آدم وحواء جسد واحد سقطت حواء بالموت( الخطيئة) فسقط آدم معها ، وبما أن الكنيسة والمسيح واحد، عندما سقطت الكنيسة سقط يسوع أيضا بالموت ، وبما أن يسوع المسيح هو الله نفسهُ الذي يستطيع أن يفتدي البشر لأن الخطيئة الأصلية صارت كبيرة وأزلية، لذا الذي يقدم الذبيحة لابد أن يكون أزلي حتى تصبح ذبيحته أزلية، لذا هو قدم الذبيحة وخلص الكنيسة .
ان اول اثنين خلصهما يسوع عندنا نزل الى الأموات هما آدم وحواء . هذا معناه ان آدم لم يكُن بريئا مثل ما يسوع برىء . يسوع جاء ليحمل خطيئتنا ، كما قال في بستان الزيتون :" أبعد عني هذه الكأس يا أبتي ولكن إن شئت لتكن مشيئتك لا مشيئتي"، فأجابه لايمكن ان ترجع مجدك إلا بالموت وتشرب الكأس حتى الثمالة. وشرب الكأس كلهُ. وكل العهد القديم يمهد ويشيرلقدوم المسيح.
اكليل الشوك: يرمز لعمل آدم ضد الله عندما آدم ذبح مشيئة الله أي مايريد ومايخطط وما يبتغي. يعني هنا انه شوك رأس المسيح او إرادتهُ او شوك إرادة الله . وكما نعرف الملك له اكليل ذهب ولكن يسوع لديه اكليل شوك ، جاء يسوع ليحمل عار العالم.
الذي نشاهده على الجروحات الخارجية لجسد يسوع يرمز الى الجروحات الداخلية الروحية . التسمير بالمسامير ماذا يعني ؟ يعني تسمير عمل الله في حياتنا، يعني لاندع مشيئة الله تعمل . والتسمير له علاقه بأكليل الشوك ، اذا انا فرضت مشيئتي على مشيئة الله ووضعت مشيئتي فوق مشيئته جاءت مشيئتي مثل شوك في افكار ومشيئة الله بنفس الوقت لانه وضعت مشيئتي فوق مشيئته قلت له قف عندك لاتتحرك في حياتي انت لاتسطيع أن تعمل شيء تـَسَمر.
المسامير في القديمين: تعني لاتسير معي في حياتي انا امشي وحدي. هنا يعني ان الانسان يعلن نفسه هو الله، وأقول لله انني إله ايضا. انت عندك مشيئة انا ايضا عندي مشيئة، وانا اريد ان عمل حياتي مثلما ما اريد . لاحظوا في كثير من الدول المتطوره يعلمون الروح الانفراديه للشبيبه وغيرهم ليقولوا أنهم يستطيعون أن يعملوا ماهم يريدون.
أيوجد أحد ما يقول اكون مثل ما الله يريد؟ والذي يقول ذلك يقولون عنه انه مُتخلف عقليا، ولكن بالحقيقة كل واحد يقول اريد اكون مثل ما اريد .
فتح الذراعين ليسوع وهو مُسمر ومُعَلق، تعني ان الانسان عَلـَق مشيئة وعمل الله في حياتهِ، وهذا مايحصل عندما أؤجل عمل او شيء يخص الله في حياتي ولا أطيع ارادتهُ وهذه حقيقة رهيبة.
ماذا يعني الجَلد؟ ان خطايانا التي نرتكبها هي التي تجلد المسيح . يعني اذا كان يسوع يبني، يأتي احد ما فيُخرب، هذه هي الخطيئه . نحن نعمل الخطايا، نجلد بها الكلمة ونهين بها الكلمه، وهنا نخرب بها اعمال الكلمة : مثلا بناء وصناعة الطائرة يكلف الكثير من الاموال والوقت وتفاعل عقول ناس كثيرين بمستويات علمية، ولكن لو احد ما رفع او اتلف منها جزء صغير، فانه سيسبب سقوطها وموت من فيها. والان نقيس ثمن الطائرة ومن فيها بقيمة ما رفع او أتلف منها، و ليس هناك نسبة او قياس. هذا هو الذي يعمله الرب، فقد أعطانا الكلمة، فجئنا ضدها لنخربها. هذا هو الجلد : الخطيئة تضرب الكلمة ( اي يسوع المسيح الابن وهو نفسه الله). والجلد يعني تخريب الكلمه وتشويهها. فكما الجَلد يترك علامات على الجسم المجلود هكذا الخطيئة ايضا تشوه الخلق .
والقديس بادري بيو قال:" عرفت يارب ان اعمالك عظيمة، انك نزلت فيً لكي تتألم بي". عندما نتعذب لسنا نحن نتعذب بل هو المسيح الذي يتألم فينا. ومثل ماقال ماربولس: " لست بعد انا الذي يحيا بل المسيح هو الذي يحيا فيَ" .
عندما اتألم انا وقسما من اخوتي يقول الرب انني بحاجة الى ذبيحتكم لكي اخلص الكثيرين لانهم بحاجة اليها، وانه شيء عظيم عندما نقول للرب نعم يا رب، تكون النَعَم التي نقولها تشبه نَعَم العذراء مريم فأنه يأخذ ذبيحتي ليخلص الاخرين لكي لايتعذبوا في جهنم .
ماذا كانت تعني القصبة ؟ كانت تعني صولجان المـُلك. الرداء يعني ايضا ان الكنيسة ستتشح بموت يسوع .
ان الصليب ودرب الجلجلة مترابطان مع بعضهما. طريق الجلجلة هو طريق الكنيسة في العالم، اي أنها في العالم ستشق طريقها بصعوبة بالغة، في الآلام وهي حاملة الصليب .
|