كل شي موجود في الطبيعة، حيُ او جماد يمجد ويسبح الله خالق كل شيء. ومن خلال مشاهدتنا ومدى تعلقنا بالرب يسوع المسيح نكتشف هذا لأن الروح القدس يكشفه لنا وليس بقوتنا وحكمتنا البشرية.
الشلال(أو الشلالات) هي عملية تجمع مياه ناتجة من ذوبان الثلوج وجريانها عبر الجبال والشقوق فيها. واحيانا يكون سببها وجود بحيرات متجمعة في مناطق عالية تغذي هذا الشلال بالماء. المهم، انه هناك مصدر ليغذي ويصنع الشلال. ان الماء يمتلك طاقة وقوة كامنة وخاصة اذا كان يسقط ويجري من مناطق عالية الى اخرى منخفضة. فإنه قبل وصوله لموقع الشلال، اي الماء، يقوم بحفر وصقل الكثير من الصخور وعمل كهوف وشقوق في داخل الجبال مهما كانت قوية وصلبة. فسقوط الماء وبكميات كبيرة جدا من الأعلى من خلال الشلال (حسب نوع الشلالات وحجمها وتضاريسها) يسلّط قوة هائلة على المكان الذي يسقط عليه، وفي الكثير من الاحيان تنصقل الكثير من الصخور وتُنحت احيانا معالم لمنظر طبيعي، وايضا وبمرور الزمن ذلك المكان، تتغير معالمه لترتسم معالم جديدة، خاصة الصخور والامكنة القريبة من المياه الساقطة من الشلال، فنلاحظ أن الحياة تَدبّ في تلك المنطقة وما حولها.
والرب يسوع ترك مجده السماوي، ونزل وجاء الينا ليفتح باب النِعَم لنا الذي كان مقفلا بيننا وبين الله الآب . وكما هو متعارف، فالمكان العالي يرمز لوجود لله، وكما المياه تجمعت في اعالي الجبال لتنزل بالشلال تاركة مكانها العلوي لكي تكون سببا في حياة الاماكن التي ستسقط عليها او ستجري من خلالها ولمسافات طويلة، فتجسّد الرب يسوع فينا ليحيينا، وليكسر شوكة الموت بقيامته المجيدة وبحلول الروح القدس فينا. وقبولنا به سيكون مثل الماء الحي كما قال الرب يسوع: "من يشرب من الماء الذي اعطيه تجري من جوفه انهار مياه حية".
هذا الروح (الذي يهبنا مواهبه السبعة) سوف يصقل حياتنا، وافكارنا، ويجدد ايماننا ،ليحولنا من انسان جسدي الى انسان روحي، يعطي بريقا ولمعانا، عاكسا صورة الله مثل الصخور التي تلامسها مياه الشلال كما اسلفت. فنور الرب يسوع حلّ فينا، ومن جنبه المطعون ولدت الكنيسة مع اسرارها السبعة. وهذا الرقم نراه في الكثير من الاحيان، لكثرة المياه المتساقطة من الشلال، مع الرذاذ المتطاير. وفي اشعة الشمس يرتسم ويتكوّن القوس القزح بألوانه السبعة، معطيا نورا وجمالا طبيعيا لمنطقة الشلال. قوة الروح القدس عظيمة فينا اذا نحن قبلنا ان تعمل في حياتنا لتغيرها وتتحول لبداية الملكوت على الارض.
واليوم تستغل بعض الدول قوة المياه من خلال وضع توربينات تدور وتولّد طاقه كهربائية. و هذه المياه تزيد من المياه الجوفية التي تساعد على تكوين عيون ماء في مناطق كثيرة. هكذا الروح القدس الذي فينا، يصقلنا ويرفدنا بمواهبه السبعة.
|