أولا: الحــــب
لخــَّــص السيد المسيح الكتاب المقدس كله في "الله محبة" وقد وضع لنا الأساس القوي في عدم وجود عمل رعوي بدون محبة متبادلة بين الراعي والرعية. وعندما سأل السيد المسيح سمعان بن يونا: "أتحبني. . .؟" أجاب سمعان: "أنت تعلم يارب أنى أحبك." فقال له يسوع: "ارع خرافي." وتكرر هذا الحديث ثلاث مرات لأنه لا توجد رعاية بلا حب متبادل، "أما نحن فإننا نحب لأنه أحبنا قبل أن نحبه". (1 يو 19:4) والله الذي أحبنا أولا ، وترجم محبته لنا بأعمال كثيرة وليس بالأقوال، فهو يقول لنا: "لن أدعكم يَـتامَى." (يو 18:14) لذلك فإن الخادم يتقدم للخدمة لأنه مديون لله بالمحبة. الخادم لا يتفضل على الخدمة بمواهبه وإمكانياته، لكنه يسدد جزء بسيط من دَين محبة الله له. وعلى قدر إدراك الخادم لمحبة الله يحاول أن يعبــِّــر عن هذا الحب بالعمل، لأن معلمنا يوحنا يقول: "يا بني لا تكن محبتنا بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق." (1 يو 18:3) إن الرب يسوع أجاب عندما سئل عن أعظم الوصايا: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك و كل نــَـفسك وكل قوتك وكل ذهنك وأحبب قريبك حبك لنفسك." (لو 10: 27) وهذا هو العمل الرعوي؛ أن تحب بالعمل وليس بالكلام. فمن الضرورة اقتران العمل بالحب، إن الله قبل أن يــَـــقبل العمل المُقــَـدَّم، لابد وأن ينظر إلى قدر الحب الذي في قلبك." حينما قــَــدَّم حـَـنانيا وسَـــــفِـيرَة ثمن البيت، كان قلبهما خال من المحبة، لذلك كان عملهما بلا قيمة ولم يقبله الله. وعندما تـُـــقـَـدَّم الخدمة عن حب، فإنها تفرح قلب الله ولو كانت خدمة بسيطة (فلسي الأرملة، المرأة ساكـِــبة الطِـــيب، إلخ.) "فمن أقام في المحبة أقام الله فيه." (1 يو 16:4) وبعبارة أخرى، فإن العمل الرعوي ينمو بالمحبة. كلما ازدادت محبتك له ولأولاده، كلما ازداد العمل الرعوي في حياتك. وفى حديثه لتلميذه تيموثاوس، يحدد بولس الرسول صفات الراعي فيقول: "غير مدمن الخمر و لا مشاجراً بل حليماُ لا يخاصم ولا يحب المال"
(1 تي 3:3) فهو إنسان محب للكل، مجامل للكل، وخدوم للكل، وقلبه مفتوح بالمحبة للكل. ويتحدث بولس الرسول في الإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس عن المحبة ، والتي تصل إلى البذل والصليب والاستشهاد، فيقول: "ولو أسلـَّــمت جسدي ليحرق ولم تكن لي المحبة فما يجديني ذلك نفعاً." (1 كو 3:13) وهو يقصد بالمحبة أن يحمل آلام الناس ويتفانـَى من أجلهم ويبذل نفسه من أجلهم، وفى كل هذا لا يتذمــَّـر أبدًا. وهو أيضــًـا ينسب لنفسه أخطاء الآخرين، مثلما يتكلم دانيال بصفة الجـَـمع قائلا: "أخطانا و أثــِــمنا و عمـَــلنا الشـَّــر و تمرَّدنا وحــِــدنا عن وصاياك وعن أحكامك." (دا 9 : 5) وصلـَّــى وصام ووضع نفسه مع الخطاة وتوســَّـل لله عنهم رغم أنــَّـه لم يفعل شيئــًا.
بعض ســِــمات المحبة:
1. الأبوَّة الروحية للجميع: فالإنسان الذي يمتلئ قلبه بالحب يشعر بالأبوة نحو الآخرين، ويمتلئ قلبه بالإحساس بالمسئولية نحو الخطاة والمحتاجين، ويشعر بالحب والأبوة للجميع دون تفرقة.
2. الحنان والرفق بالخطاة : القلب الممتلئ بالمحبة يترفــَّـــق بالخطاة، ويشفق عليهم، ويراعى ظروفهم، ويتأثر بضعفاتهم، ويقف إلى جانبهم، ولا يحتقرهم. ترَفــَّـق السيد المسيح بالمرأة الخاطِئة وبالزانية، لأنه مـَــن كان منكم بلا خطية؟ إننا كلنا تحت الضعف؛ يخطئ أخي اليوم ويتوب، وأخطئ أنا غدًا وقد لا أجد فرصة للتوبة. إن مشاعر المحبة كثيرًا ما تكون سببًا لجذب الآخرين، مثلما جذب السيد المسيح الســـامِريــَّـة وزكــَّـا ومتــَّـى العشــَّــار، فتابوا ورجعوا.
3. السهر على حراسة القطيع :الخادم المُحِـــب يبحث عن الخراف ويسهر عليهم لكي لا يهلك منهم أحد. الخادم الساهر على حراسة الخراف يستطيع أن يقول: "الذين أعطيتني إياهم لم يهلك منهم أحد." (يو 12:17)
4. البذل والتضحية في الجـَـهد، والوقت، والإمكانيات: لا يبخل الإنسان المحب أن يتمم عمل الله بكل الإمكانيات التي أعطاها الله له. وهو يعرف أن هذه الإمكانيات هي أمانة عنده، ويفرح جدًا عندما يقدمها لله ولا يبخل بشئ منها.
5. احتمال الإساءة والحروب : القلب المحب يحتمل الإساءة والحروب من داخل الكنيسة ومن خارجها، من الأصدقاء والأعداء، من المحبين والكارهين، إذ أننا "من أجلك نـُـمات كل النهار." وكذلك فإننا "نـُـشتم فنـُـبارك، نــُـضطـَهد فنــَـحتـَمل،." (1 كو 12:4)
6. احتمال الأتعاب : تسـَــمـِّى الكنيسة العمل الرعوي "تعب المحبة"، فهو مفرح جدًا للقلب المملوء حبًا، ومتعـِـب جدًا للقلب الخالي من المحبة.
7. الجهاد الروحي: أنت تـُـمارس أصوامك، وصلواتك، وقراءة الكتاب المقدس، وتحضير الموضوعات، وحضور القداسات من أجل المحبة. ولكن بدون المحبة تشعر أنها واجب عليك، وحِمل ثقيل من الأفضل ألا تــُـمارسه. القلب الممتلئ بالحب يقول: "ومعك لا أريد شيئــًا." (مز 25:73)
ثانيًا: الحــِـكمة
الحكمة هي الأساس القوى الثاني للعمل للعمل الرعوي، وغياب الحكمة يمكن أن يتسبب في هلاك نفوس كثيرة. وعدم الحكمة في اختيار الآية المناسبة أو العبارة المناسبة يمكن أن يضيع حياة إنسان.
الحكمة هي سر نجاح الإنسان، وهى التي تجعل الراعي يبحث عن النفوس ليربحها. ويقول الكتاب المقدس: "رابح النفوس حكيم." (أم 30:11) عندما سأل الله سـُــليمان الحكيم عن بــُـغيــَـته قال: "أعط عبدك قلبـًـا حكيمًا فهـِــيــمًا لأحكم على شعبك وأميــِّـز بين الخير والشر. لأنه مَن يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا؟" (1 مل 9:3) لذلك قال له الله: "قد أعطيتك أيضا ما لم تسأله غنــَـى وكرامة حتى أنه لا يكون رجل مثلك في الملوك كل أيامك." (1 مل 13:3) ولذلك فإننا حتى الآن نقتدي بحكمة سُــلــَـيمان. وسفر الأمثال هو أكبر مثال للنعمة الإلـَـهية الخاصة التي أعطاها الله لسليمان الذي لم يطلب غير الحكمة. والله مستعد أن يعطى الحكمة لكل مَـن يسأله حسَـب وَعده: "فسأوتيكم أنا من الكلام والحكمة ما يعجز جميع خصومكم عن مقاومته أو الرد عليه." (لو 15:21) والحكمة مطلوبة في الكنيسة للخدام على كافــَّة مستوياتهم، لان "رأس الحكمة مخافة الله." (مز 10:111) والإنسان الحكيم يتقبــَّـل التوبيخ، والنصح، والإرشاد، والتوجيه. أمـَّـا غير الحكيم فيرفضها جميعــَّـا. ولذلك يقول سفر الأمثال: "لا تــوَبــِّـخ مستهزئا لئلا يبغضك. وبـــِّـخ حكيمًا فيحبك." (أم 8:9) وعندما كان السيد المسيح (أقنوم الحكمة) يتعامل مع الناس كانوا يتعجـَّـبون ويسألون من أين أتت هذه الحكمة. والحكمة عطيـَّـة إلـَـهية يعطيها الله للبسطاء والمتواضعين، فهو يختار الجهـَّـال ويعطيهم حكمة، إذ قال بولس الرسول: "بل اختار الله جُهـَّال العالم ليخزى الحكماء." (1 كو 27:1) كان التلاميذ من جهال هذا العالم، لكنه وعدهم أن "أعطيكم فمًا وحـــــكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها." (لو 15:21)
وبحكمة تــَـبدأ خدمتك، بأن تسأل وتطلب الإرشاد من الآخرين و "لا تكن حكيمـــًـا في عينــَـي نفسك." (أم 7:3) عندما وصل بولس الرسول إلى أثينا، لم يكن فيها مسيحي واحد، وبحكمة الله الذي استخدمه في الخدمة، خرج منها ولم يكن فيها وثـــنى واحد.
بعض علامات الحكمة:
وفى الرعاية توجد علامات كثيرة للحكمة، نختار بعضها لكي نوضح التطبيق العملي للحكمة في العمل الرعوي
1. إجادة التعامل مع الناس : من الخطأ أن يتعامل الخادم بأسلوب ثابت مع كل الناس. يجب أن يختار الأسلوب المناسب لكل ســِـن، وجنس، وطبع. وكما قال بولس الرسول: " فصرت لليهود كيهودي . . . و للذين تحت الناموس كأني تحت الناموس. . للذين بلا ناموس كأني بلا ناموس. . . . للضعفاء كضعيف. . . صرت للكل كل شئ لأخلــِّـص على كل حال قومًا." (1 كو 20:9-22) فالخادم الحكيم يتكيــَّـف مع الطبيعة مع الاحتفاظ بالعمق مع الله في كل شئ.
2. اللباقة في الكلام والتصرف: الخادم يجب أن يعرف كيف يتكلم وكيف يعلم التعليم الصحيح وأن يختار المدخل المناسب. عندما ذهب بولس الرسول إلى "أثينا"، دخل اليها من مدخل الإلـَـه المجهول. وعندما صرخ الإسكافي: "يا الله الواحد!"، انتهز مرقص الرسول الفرصة لأن يبشره بالإله الواحد.
3. حسن انتهاز الفرص:إذا جاءت فرصة لكسب نفس للمسيح في أثناء رحلة أو جولة، فانتهزها ولا تتركها.
4. التوقيت المناسب: لكل عمل وقته المناسب؛ فللصلاة وقت، وللافتقاد وقت آخر. إن حسن اختيار الوقت المناسب يساعد على نجاح العمل الرعوي.
5. حسن الجمع بين المتناقضات: يجب أن يجيد الخادم الجمع بين المتناقضات، "نفرح مع الفرحين، ونبكي مع الباكين." وعلى سبيل المثال، فهو قادر أن يجمع بين عدة مشاعر متناقضة، بينها:
أ. الفرح والحزن: يتمتع الخادم بسلام وفرح داخليين في صلواته، ومزاميره ، وقدَّاديسه. وهو أيضًا يشعر بالحزن على الخطاة، والأشرار، والنفوس التي هلكت.
ب. الإحساس بالمسئولية وعدم القلق: إذا قلق الخادم بسبب إحساسه بالمسئولية فقد يصل الأمر إلى إصابته بالأمراض الجسدية، لكن الحكمة التي يعطيها الله إياه تذكــِّـره بأن مشاكل الرعاية بين يدَى من لا يغفل ولا ينام.
ج. طول الأناة والحماس: قد يتعــَّـين على الخادم أن يكون طويل الأناة عندما يستدعى الموقف ذلك. وفى بعض الأحيان، فإن التأجيل قد يكون مضرّا. الخادم الحكيم هو مــَـن يستطيع أن يفرِّق بين هذا وذاك، ويعرف متــَى يسرع ومتى يتأنـَــى ليعمل كل عمل في حينه.
د. الأبوة والقيادة والرئاسة: لابد للراعي من أن يسلك كأب، لكن في نفس الوقت يحمل روح الرئاسة فلا يسكت على خطأ قائم. وهو يعرف متى يستعمل السلطة الرئاسية ("بيتي بيت الصلاة يدعى." مت 13:21) ومتى يستعمل حنان الأبوة ("أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستي." مت 18:16)
ه. الحب والحزم: في العمل الرعوي ينبغي أن يقدم الحب لكل إنسان؛ لكل المحتاجين. ولكن نحتاج للحزم عندما يوجد خطر يهدد الكنيسة، فالسيد المسيح الذي قال لبطرس الرســـول: "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستي." (مت 18:16) هو الذي قال لبطرس نفسه: "أذهب عنى ياشيطان. أنت معثرة لي." (مت 23:16)
و. الخدمة والخلوة: يحتاج الخادم دائمًا إلى وقت للخلوة، ولا يتعارض هذا مع وقت الخدمة والرعاية.
ز. الصلاة والعمل: الحكمة تقود الخادم ليعرف متى يغلق بابه ويتفرغ للصلاة، ومتى يخرج للخدمة والعمل الرعوي.
ح. البساطة والعمق: البساطة لا تعنى السطحية، والعمق لا يعنى المكر أو الخبث. إن البساطة المسيحية في الحكمة، والعمق في الإيمان والعلاقة الله.
ط. الرحمة والعدل: إن إلهنا رحيم وعادل، وهو يعلمنا أن للرحمة وقت وللعدل وقت آخر. والحكمة هي أن نختار الوقت المناسب لكل منهما.
ي. السلام والنشاط: الخادم الحكيم يجمع بين السلام الداخلي واهتمامه بالخدمة واحتياجاتها بدون أن يفقد سلامه.
أخيرًا ياأحبائى نتذكر قول الوحي الإلهي على لسان يعقوب الرسول: "من هو حكيم و عالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة" (يع 13:3) فالذي يسلك في الحكمة يسلك في النور، والذي يسلك في الجهل يسلك في الظلام. والذي يسلك في الظلام هو أعمى، وإن قاد الأعمى أعمى فكلاهما يسقطان في حفرة.
ثالثا: الإتضاع
طلب رب المجد أن نتعلم منه الاتضاع بقوله: "تعلموا منى لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم." (مت 29:11) وقد قدم مثالا عمليًا في الإتضاع في خدمة غسل الأرجل. وهو علمنا أن ابن الإنسان جاء ليــَــخدِم ويبذل نفسه فدية عن آخرين من المرضى والحزانـَـى المحتاجين. وهو الذي شَـفـَــى مجنون أعمى أخرس، ثم قيل عنه أنه مجنون. لم يطلب كلمة شكر، ولم ينتظرها، مقدِمًا مثالاً في الإتضاع. والإنسان المتضع لا يطلب كرامة لنفسه، عملا بقول الرب: "مجدًا من الناس لست أقبل." (يو 41:5) وفى رحلة الصليب قيل عنه: "كشاة تساق إلى الذبح." (أش 53:7) وفى اتضاعه، ينسب الله أعماله إلى البشر؛ فــناموسه أصبح "ناموس موسى". وهو الذي علمنا أن "مــَـن أراد أن يصير فيكم عظيمـًا يكون لكم خادمــًا." (مر 43:10) فالعظمة ليست في المراكز، ولكن في أن نأخذ بركة خدمة أولاد الله.
مفهوم الإتضاع:
1. الوداعة في المعاملة : كان السيد المسيح وديعــًا في معاملته مع المرأة السامرية. لم يكن عنيفــًا ولا قاسيـــًا في كلامه ولا حتى مع مـَـن شــَـتـَموه وعيـَّـرُوه، بل كان يرد عليهم في وداعة.
2. عـَـدم التسرُّع : الإنسان المتضع لا يتسرع في اتخاذ قراراته، بل "ليكن كل إنسان مسرعـــًا في الاستماع مبطئـــا في التكلم مبطئا في الغضب." (يع 19:1)
3. عـَـدم الانتقام : إذا أهـِــين الخادم من أحد المخدومين وحاول أن يرد الإهانة، فهو يفقد هدوئه، ووداعته، واتضاعه. لا تنتقم لنفسك، بل قل: "من أجلك نــُــمات كل النهار." (مز 22:44، رو 36)
4. قــَـمع الذات : الإنسان المتــَّــضِع يقمع ذاته ولا يتذمر على شئ. هناك مــَــن يشكر الله في الظروف الحسنة، لكن عندما تصبح الأوضاع غير مواتية، يتغيــَّـر، ويتذمـَّـر ويفقد هدوئه وسلامه. تذكــَّـر أن الله أخرَج شعب إسرائيل من أرض العبودية، لكن عندما تذمــَّـروا، حرَمــَـهم من دخول أرض الموعد. الخادم الحقيقي يقمع ذاته ويتحكــَّـم في نفسه. وهو يحمل الصليب بفرح، عارفــًا أنه "إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني." (مت 24:16، مر 34:8، لو 23:9)
5. عدم الإدانة: ما أكثر ما يقع الخادم في خطيــَّــة الإدانة ويفقد سلامه. إن الإدانة هي ضربــَـة كبرياء، وكثيرا ما تتضمـَّــن تعــدِّى على وجود الله؛ فمـَــن أنت أيها الإنسان حتى تدين الآخرين؟ من منكم بلا خطية؟ من أقامك قاضيــًا؟ إذا لم تقل كلامـًا حسنـًا، فلا تقل كلامـًا رديئـًا، لأن هذا يقودك إلى الإدانة.
6. لا يطلب ما لنفسه : الإنسان المتضع لا يفكـِّـر في كرامته ولا وقته، لكنه بيحث عن الآخرين. الخادم لا يشفق على نفسه، بل يتعب ليربح الآخرين، ولا يسمح لنفسه أن يستريح ليتعب الناس. الراعي الحقيقي لا يعتبر نفسه رئيسـًا أو متسلـِّـطًا، لذلك يصلـِّى القديس أغـُسْــطـِـينوس: "أذكر يارب سادتي عبيدك." وإذا كنـَّـا ندعو الفقراء "إخوة الرب" فلابد أن نعطيهم الكرامة التي تليق بهذا الاسم. إنه هو نفسه الذي قال: "وبــِّـخ، انتهر، عـِـظ"، وقال: "بكل أناة وتعليم." (2تي 2:4)
علامات الكبرياء:
لا يشعر بعض الخدام بأن سلوكهم قد يشير إلى الكبرياء. إلا أن وجود بعض الظواهر قد يشير إلى إحساس الخادم بالكبرياء حتى لو لم يكن الخادم نفسه يفطن لذلك. ومن هذه الظواهر:
1. يتكلم مع الآخرين بدون احترام
2. يتكلم بحدة وبوجه غير مبتسم
3. يتكلم بصوت عال بدون مبرر
4. دائمــًا يفتخر بخدمته وبمجال رعايته
5. يظهر غير محتشم ويتحلــَّـى بالزينات
6. متمســِّـك برأيه |