هل تحب أن ترى رقَة الماء ؟! وتلمس طراوة النسيم العليل ؟ ! في أرض ٍجمعت في أرجائها كل أصناف الجمال ..الخضرة والماء والنقاء والإنسان المحب لأرضه..أرضٌ تغسل لك همومك وتزيل أدران تعبك ، وتحكي مع كلِ حبة تراب فيها عوالم تاريخٍ وحكايا حضاراتٍ استقرت فيها تاركةً آثارها التي تؤكد مدى قوة الإنسان الذي عاش على هذه الأرض ، ومدى إبداعه وفنه الذي كان ومازال رمزاً للأصالة العريقة .
ثم تلمَس أنت بنفسك ،واقبض يديك على حفنة من ترابها الغالي ستسمع حينها صيحات الشهداء الأبرار ، وستشعر بنقاء دمائهم الطاهر الذي ظل ممزوجا بها .. متعاقاً فيها ..محباً مخاصاً مدافعاً عنها .
ومن تاريخ مشرفٍ يحمل ملاحم الأبطال وانتصاراتهم دفاعاًعن أرضهم ..إلى حاضرٍ مشرقٍ يحمل عنواناً لبلد ٍ صامد ٍعتيدٍ وقف في وجه الظلم والطغيان وطوَر دفاعاته بتطور أشكال الإرهاب على مر الأزمان والعصور ، فكان رمزاً للتمسك بالأرض والإلتزام بالمبادئ ، وقوة عظمى لم تستمد عظمتها من تماسك أهلها وشعبها فقط ،بل من قيادة محكمة ومن قائد جبار أحبه شعبه والتف حوله مردداً عبارات الإخلاص والوفاء، فحبذا لو كنت واحداً منهم تتجول في شوارع وأحياء هذا البلد لتسمع أجراس الكنائس تقرع ،وتكبير المآذن يعلو في سماء واحدة ..
انظر إلى المارَة تلمح في خطوط وجوههم بعضاً من المحبة والتسامح والإخاء ، وتلحظ في عيونهم مسحة حزن تروي التاريخ الأليم والمعاناة القديمة من الإستعمار، وحدَة تعبر عن عزة وشموخ لا تراها إلا عند الحر الأبي ، وفي كل صباح من أيام العيد ومع فنجان القهوة ورائحة الخبز سترى المعنى الحقيقي للروابط الجتماعية و الطيبة والقيمة المعنوية للإنسان في هذه الأرض في هذا البلد .
إنها سورية ... الأم الحنون التي احتضنت أشقائها وحملت همومهم منذ الأزل وحتى الوقت الحاضر . إننا نراها من قاسيون ...وفي أزقة دمشق .. من قلعة حلب .. وعلى شواطئ اللاذقية ، وفي كل مكان من هذه الرقعة الطاهرة في آسيا ، ستلمس أياً كنت ( العنفوان والإباءوالجمال ) يتلخص في التاريخ والحاضر والمستقبل . |