سوريَّة يا حبيبتي
يا سوريَّة يا أرضَ المحبَّةِ و السَّلامِ
صدرُكِ الحنونُ ملقىً لكلِّ الأحزانِ
لا تتألّمي لجراحكِ النّازفةِ يا حبيبتي
فإنَّ ضمادَكِ ودواءَكِ روحي وكياني
لا تبكي على شهدائكِ ولا تندبي أبداً
فلقد غنّوكِ بدمائهم بأعذبِ الألحانِ
كتبوكِ على صفحاتِ المجدِ المُشرِقِ
مرّةً أُخرى <قاهرة غدر الأزمانِ>
نحن أبناؤكِ يسري في عروقنا بدلاً
من الدّمِ , عشقُ اللهِ و حبُّ الأوطانِ
أَوَ هل أنزلَ اللهُ الأديانَ إلّا رحمةً ؟
فهيهاتَ لِمَنْ شاء التفرقةَ بالأديانِ
لا فرقَ بيننا إلّا بتقوى اللهِ العظيمِ
و اللهُ أعلمُ بما يُضمِرُهُ كلُّ إنسانِ
ألَا يا أسدَ العروبةِ لا تحزنْ أبداً
إنَّ مَنْ ينصُرُكَ بحقًّ خالقُ الأكوانِ
يا سوريَّة , لقد رسَمَكِ اللهُ لوحةً
للكرامةِ زُيِّنَتْ بأجملِ وأبهى الألوانِ
ها هم أولادُكِ يهتِفون اسمَكِ عالياً
صورةٌ يعجِزُ عن وصفِها أبرعُ فنَّانِ
يا ياسمينَ دِمَشْقَ.... فلْتنثُرْ عبيرَكَ
لِيقتلَ عِطرُكَ ما نزل بنا من بُهتانِ
يا ربيعَ الأرضِ افتحْ أزرارَ وَردِكَ
لِتفوحَ الشَّامُ برياحِ الطّيبِ و الإحسانِ
لن تقفي يا شامُ إلّا على عرشِ العزّ
فالعصفورُ لاينتقي إلّا حُلْوَ الأغصانِ
خسئَ كلُّ مَنْ أراد الضّيمَ للشَّامِ,فهي
لم تحمِلْ إلّا أريجَ الحُبِّ في الأحضانِ
لن يقدرَ الظُّلمُ أن يستبيحَ حماكِ أكثرَ
وإنَّ مصيرَهُ المحتومَ مُقَرَّرٌ بالهجرانِ
لن تقوى الأيَّامُ أن تحتملَ جرحكِ أكثرَ
وهل من السّهلِ ردُّ المعروفِ بنكرانِ
إنّي أرى يوسُفَ العظمة ينادي أرضَكِ
و إنَّ قاسيونَ يصرخُ:(لا لن تُهاني )
كلّما لفظتُ حروفَ اسمِكِ يا حبيبتي
رقصتِ العصافيرُ على أوتارِ نيسانِ
سلمْتِ و سلمَ ثَراكِ من شرورِ الأذى
فبغيرِ حمايةِ الرّحمن لا لن تُصاني
بحُبِّكِ أسافرُ في الأرض لِما بعدَ المدى
وأطيرُ أنحاءَ الفضاءِ و أنا في مكاني
فلتصبري و لتستعيني باللهِ ربّي,فبإذنهِ
ستبقينَ أنتِ يا شامُ رمزاً للعنفوانِ
زهــــــــــــراء أكــــــــــــســــــــــــــم عــــــــــــــوَّاد
|