في الزمن المقبول، زمن الصوم المبارك، الذي يأخذنا إلى فصح الحبّ، أعطنا اللهمّ، أن نسلك درب التوبة، وطريق الاهتداء. اجعلنا، أيّها الآب، نقتفي آثار يسوع الحبيب الذي انطلق إلى الصحراء، حيث انقطع أربعين يوما، بالصوم والصلاة، استعدادا لبدء رسالته الخلاصية. يا ربّ، تتكاثر الصحاري من حولنا وتتعدّد، فهناك صحاري اليائسين والمهملين، وبراري الفقراء والمهمّشين. وقفار الشيوخ والعجائز المتروكين، أمّا القلوب المتصحّرة والنفوس البائسة فهي إلى ازدياد مضطرد.
سدّد خطانا، يا سيّد، نحو كلّ هؤلاء، علّّنا نجدك هناك، فنقيم معك، ونصغي إليك، ونحدّق بك، ونسير معك، ونعمل ما تريد، فنحن نعرف أننا عندما نُشرك الآخرين في خيراتنا، إنّما نتقاسمها معك، أنت الذي قلت:" كنت جائعاً فأطعمتموني...".
يا ربّ، في هذه الأيام المقدّسة، لتكن قدرتك معنا لتحرسنا، وحكمتك في قلوبنا لتهدينا، وكلمتك على شفاهنا لتعلّمنا، وعينك علينا لترعانا، وأذناك صوبنا لتشهد على حديثنا، ويدك معنا لتقوّينا، فننتصر على الشحّ والطمع، ونتخطى عزلة الأنانية الخانقة، ونبلغ نور قيامتك مسبّحين الثالوث، من الآن والى الأبد. آمين.
|