على خطى القدّيس فرنسيس والطوباوية ماري دولا باسيون      " تعال اتبعني" (تابع)      تعال اتبعني      رسالة الفريق الرسولي الفرنسيسكاني - لبنان      قداس عيد البشارة وافتتاح يوبيل مرسلات مريم في حلب      النذور الدائمة للأخت هبة سمير      رأيت الرب يسوع      لقاء الشبيبة في حلب -سوريا      نشاطات رسولية- عين الدلب ( جنوب لبنان )- صيف 2012      النذور الدائمة للأخت غراسيا عبد المسيح      هاأنذا      خبرتي الرسولية في الاقصر : من 10/12/2012 الى 14/3/2012      مركز السعادة      سلّمت ذاتي لك يا ربّي      مئة سنة من الصلاة والحضور والرسالة      النذور الدائمة للأخت أنطوانيت أوديشو      خبرة غير منتظرة      لقاء المهاجرين في لبنان      موريتانيا / السنغال : أرض رسالة      يوم روحي لأولاد المناولة الاولى في عين الدلب - صيدا (لبنان)      لقاء تكويني في حلب      عيد الميلاد ورأس السنة 2011 عين الدلب – صيدا – لبنان      مركز التوثيق التربوي حنانيا بين الأمس واليوم      محاضرة عن البيئة في دير الراهبات الفرنسيسكانيات في حلب      مبرة الأوقاف الإسلامية      نذور في الرهبنة الثالثة الفرنسيسية      نذوري المؤبدة، هي فعل شكري للرّب      ايمان ونور      انشطة الطالبات بدير الفرنسيسكان بحلب      مفتاح النجاح      لقاء الأحبّة      من الجزيرة الى عشقوت      لقاء حول الدعوات الكهنوتية ( في السواقي والاقصر)      الكنيسة في العالم المعاصر وتحديات القرن      لنعمل يدا بيد من أجل بناء طفل خلاّق ومبدع      سهرة صلاة      فى العمل الاجتماعي تحقق حلم الله      أنت أخي      حفلة التخرج لطالبات ثانوية عامة في مدرسة جيرار      100 سنة قرب مهد المسيح      الويل لي إن لم أبشّر      من تونس      مركز دار السلام      رعائية العائلة في أبرشية صيدا ودير القمر ( لبنان )      فارقتنا الى ديار الأب      في التضامن مع النساء الحبشيـّات، العاملات في خدمة المنازل      الأبوة – الأمومة والبنوة      في كازابلانكا ( الدار البيضاء – المغرب )، مدرسة تصغي للمرأة      معسكر رسولي في سوهاج لمسؤولات اغصان الكرمة في مدرسة جيرار- الإسكندرية      يوم بولسي      بيت الطالبات في بيروت      اليوبيل الذهبي للأخت عايدة جدعون      أسبوع الرسالة في الحدث (بيروت )      التنشئة الروحية للمناولة الأولى 2008      وعود " شركاء " الرهبنة      اللقاء المفاجئة      في خدمة مرضى السرطان والسيدا ( الإيدز )      إقبل يا ربّ هبة ذاتي      رئيسة عامة جديدة للرهبنة      المجمع العام للرهبنة      الرياضة الروحية السنوية للراهبات في لبنان      زيارة المستشارات العامات لإقليم الشرق الأوسط      حلب - 13 حزيران 2008      الأقصر مدينة التعايش      يوم المريض العالمي      تعالا ... وانظرا - رحلة قصيرة في الفلسفة واللاهوت      خبرتي مع جمعية كاريتاس – الحسكة ( سوريا )      بيتنا ( برج حمود - لبنان )      الأيام الاجتماعية في مدرسة جيرار      رسالتنا في مدينة " الطبقة "      رياضة روحية في البطار - سوريا      برفقة العراقيين في الأردن...      بيت الأطفال الفرنسيسكاني في بيت لحم      فريق تنشيط الدعوات في سوريا      لقاء مربي التعليم المسيحي في الحسكة      رسالة العراق      2 × 1 = 10      مسيرة الخلاص بين العهدين      حدث عالمى فى مصر      اليوبيل الفضي( 25 سنة) على تاسيس ايمان ونور في مصر      احتفال اليوبيل الذهبي للأخت ايلين سيف      مرسلات      مركز العائلة      
 
 
الزاوية الحرة --> المؤتمر البيبلي الحادي عشر في سفر المزامير
المؤتمر البيبلي الحادي عشر في سفر المزامير
  بقلم: الخوري نضال توماس

المؤتمر البيبلي الحادي عشر- سفر المزامير: الإنسان أمام الله

 نظمت الرابطة الكتابية- إقليم الشرق الأوسط، المؤتمر البيبلي الحادي عشر عن موضوع "سفر المزامير: الإنسان أمام الله" وذلك من 25 إلى 31 كانون الثاني 2009 في دير سيدة البير، جل الديب- لبنان. وفق البرنامج التالي : اليوم الأول افتتح المؤتمر يوم الأحد 25 كانون الثاني الساعة الرابعة بعد الظهر بصلاة القديس بولس في كنيسة دير سيدة البير. تلاه تطواف بالكتاب المقدّس من الكنيسة إلى قاعة المحاضرات حيث القى الأب أيوب شهوان منسّق الرابطة الكتابية- إقليم الشرق الأوسط، كلمته. ثم كلمة السيد مايك باسوس الأمين العام لجمعية الكتاب المقدس في لبنان وسوريا ، ثم كلمة الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، نائب رئيس اللجنة اللاهوتية البيبلية التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الأباتي الياس خليفه. و بعدها أقيم كوكتيل للحضور والمشاركين والقيت في اليوم الأول محاضرة للأب أندره وينان عن موضوع "كتاب المزامير، طريق صلاة الإنسان المترحّل". واختتم اليوم الأول بالعشاء. اليوم الثاني في اليوم الثاني. في تمام الساعة التاسعة إلاّ ربع من صباح يوم الاثنين الواقع فيه 26/ 1/ 2009، بدأت الرابطة يومها بصلاةٍ في كنيسة دير سيّدة البير، هيأتها الرابطة الكتابية في مصر. وبعد الانتهاء من الصلاة، توجّه المشاركين إلى قاعة المحاضرات، لحضور المحاضرات التي ستُتلى عليهم، والتي كانت تتبعها كل مرّة فترة مناقشة واستراحة وغداء وقدّاس –كان بحسب الطقس القبطي- وعشاء وأخيرًا، كان هناك عرض لـ DVD عن عالم الآثار البيبليّة والمسيحيّة المرحوم الأب ميكالى بيتشيريلُّو الفرنسيسكاني. ندرج في ما يلي وباقتضاب ملّخصات عن محاضرات هذا اليوم للمساهمين في المؤتمر البيبلي الحادي عشر، متتبعين في ذلك الترتيب الزمني لإلقائها. ألقى الأب ميلاد الجاويش المخلّصيّ المحاضرة الافتتاحيّة في المؤتمر، وكانت بعنوان: "المزمور الأوّل: مفاتيح لقراءة المزامير"، تلخّصت بسؤالَين : - 1) كيف ولماذا أُريد لمز 1 أن يكون مقدّمة لكتاب المزامير)- 2) ماذا يعطينا مز 1 من مفاتيح لقراءة كتاب المزامير) على السؤال الأوّل كان هناك جوابان: أ- جواب الربّينيّين وآباء الكنيسة، ومفاده أنّ المزامير جاء توزيعها على ما هي عليه اليوم بشكل اعتباطيّ، ليس حسب تسلسلها التاريخيّ بل ربّما لتقارب الأفكار بين كلّ مزمور وجاره، وأنّ المزمور الأوّل يشكّل "مقدمّة مختصرة" لكتاب المزامير كلّه. ب- الجواب الثاني أتى من بعض الباحثين المعاصرين، الذين بدأوا يكتشفون في المزامير مشروعًا لاهوتيًّا يوحّدها بالرغم من اختلافها وتنوّع أنماطها الأدبيّة، ومز 1 بطابعه الحكميّ يُطلق هذا المشروع اللاّهوتيّ من خلال تشديده على مفاهيم تُعتبر كلاسيكيّة في كتاب المزامير، مثل مفهوم الطريقَين، طريق الأشرار وطريق الأبرار، ومفهوم الشريعة وحلاوة تأمّلها عند الرجل البارّ، ومفهوم الدينونة التي من شأنها أن تميّز في النهاية بين ما هو صالح وما هو شرّير. أمّا السؤال الثاني، فقد أجيب عليه بالتركيز على النقاط التالية: أ- كلمة "الطوبى" التي تتكرّر مرّات عدّة في باقي المزامير؛ ب- الوضعيّات الثلاث الأساسيّة التي تختصر الوجود الإنسانيّ كلّه والمشفوعة بثلاث لاءات نافية: لا يسير (السَير)، لا يقف (الوقوف)، لا يجلس (الجلوس)؛ ج- مفهوم "التوراة" التي يتمتمها البارّ نهاره وليله؛ د- مفهوم الطريقَين، أي منهجَي الحياة، اللّذين يواجهان الإنسان وعليه أن يختار أحدهما؛ هـ مفهوم الدينونة التي هي كشف مطّرد لحقيقة الأشياء والبشر. في الختام، تبيّن لنا أنّ سفرَ المزامير الذي يبدأ بالكلام على الطوبى، ينتهي بتهليل متواصل في مز 145-150 على هذه الطوبى التي بلغها الإنسان البارّ. وألقى الخوري جان عزّام المحاضرة الثانية في المؤتمر، وكانت بعنوان: " وجه المسيح في المزمور الثاني والنصوص الموازية في المزامير"، وهذا ملخّص عنها: المزمور الثاني هو مزمور كريستولوجي بامتياز، وصورة المسيح فيه تتضمن بعدًا ملكيًّا داوديًا، وأيضًا بعد التبنّي الإلهي، الذي هو مقدّمة لبعد ملكي كوني يهيئ لملكوت الله. كل السلالة الداودية التي استندت إلى هذا المزمور كما إلى نبوءة ناتان لتأكيد الشرعية الإلهية للملكية، وبعدها السلالة الكهنوتية التي استندت إلى المزمور 110 لإعلان مسيحانية كهنوتية، اصطدمت بعائق الخطايا البشرية لمسحائها، ملوكًا وكهنة، وبعجزهم عن تحقيق المضمون النهائي الكامل لمزمورنا، كما للمزمور 110.وحده يسوع المسيح، ابن الله بالولادة الأزليّة، وابن الإنسان بالولادة من العذراء، حقّق في شخصه مضمون هذا المزمور، وهو الذي أسّس ملكًا كونيًّا يتحقّق في كنيسته، وهو الذي هَزَمَ بعصا صليبه ملكوت الشيطان الذي يتآمر باطلاً على كلّ ابن انسانٍ مُعمّد وممسوح بمسحة الميرون؛ والمسيح هو الذي افتدى بصليبه الأمم كلها وملوكها من لعنة الاضطراب والحروب والمؤمرات، لأنه هو الذي، كما يقول بولس الرسول، أسقط حاجز العداوة وصالح الجماعتين بدم صليبه. أما اليوم، وقد كثُرَت الحروب والمؤامرات والعتف العرقيّ والديني، وفي وسط ذلك عاد الاضطهاد للرب ولمسيحه في شخص كنيسته ومؤمنيه، وبخاصة في هذا المشرق المضطرب، فكم نرجو أن تصلّي كنائسنا مع مؤمنيها هذا المزمور كما صلّته الجماعة المسيحية الأولى في أورشليم، وأن تعلن من جديد إيمانها بالقائم من الموت ربًّا ومسيحًا، وتبشّر به الأمم المضطربة لعلّها تتّعظ وتَتعقّل فتعود لترقص معنا حول مذبح الرب المقدّس. وفي الجلسة الثانية من اليوم الثاني، ألقت الأخت باسمة الخوري محاضرة بعنوان: "الخليقة كلها حول الإنسان"، وهذا ملخّصٌ عنها: انطلقت المحاضِرة في شرحها للمزمور الثامن الذي فيه تسبيح لله في كل الأرض رغم ضعف البشر، وتسبيح الله على أضعف أفواه الخلق (الأطفال والرّضع ... ) ويُطبق هذا المزمور على يسوع لا على الإنسان، هذا الأخير الذي يخاف أن لا يُذكر. لكن الله يقول بما معناه: لاتخف أيها الإنسان أنت في فكر الله واطمئن وانتبه وحب كما أحب الله واهتم بالآخرين والحياة والطبيعة. فالخليقة هي في عهدتك (الإنسان)، والله اختارك لتكون مسؤولاً -وإن كنت ضعيفًا- وأعطاك القدرة لتحب كما أحب ابن الله. كما ألقى الخوري بولس الفغالي في الجلسة نفسها، محاضرة بعنوان:"عظمة الإنسان وشقاؤه"، وهذا ملخّصٌ عنها: انطلاقًا من المزمور الثامن، الذي هو مديح وتعليم ورثاء لوضع الإنسان، فَهِمْنا أنّ الإنسان عظيم بعظمة الله الذي خلقه. هو صورته ومثاله. قال عنه المزمور: صار قريبًا من الله. ولكن هذا لا يعني أنّ الإنسان صار الله! فهو شقيّ في وضعه البشريّ؛ شقي في حياته القصيرة التي تشبه النسمة. هو مثل الطفل الذي يحتاج إلى يد أبيه وأمّه. ولهذا لا يخاف هذا الضعف، بل يفتخر به لأنّه يجعله في إطار العمل الإلهي. ويفهم يومًا بعد يوم إلى أي مستوى يرفعه الله بعد أن جعله سيّدًا على الخلائق كلّها، ولا سيّما العالم الحيواني. وبعد فترة الغداء كانت محاضرة عن "نجاح الأشرار في المزامير"، ألقاها الأب لويس الخوند، وإليكم ملخّصٌ عنها: إنّها قضية شغلت الحكماء وأصحاب المزامير. إذا كان الله عادلاً فيجب أن تستتبّ العدالة على الأرض. والعدالة تقضي بأن يكافأ الأبرار وينال الأشرار القصاص. في الواقع نرى أشرارًا ينعمون بنجاح مساعيهم. فهل المكافأة في هذه الدنيا؟ وهل تضيع المقاييس؟ ما هو موقف الله؟ وموقف المؤمن من الأشرار؟ وما هو مصير الأشرار؟ هل ندعو عليهم؟ أم نطلب الحماية منهم؟ فما المطلوب؟ نقرأ سفر المزامير بتأمّل عميق. نجاهد ونندّد ونصلي وتبعتها محاضرة أخرى عن "إمِتْ يهوه (حقسقة الربّ) في المزامير"، قدّمها الأرشمندريت جاك خليل، وهذا ملخّصٌ عنها: في العهد القديم العبري، يرد الشكل الإسمي emeth مرارًا كثيرة. وهو يشكّل صعوبة عند المفسّرين والمترجمين لتحديد معناه الدقيق في سياقه المباشر. وسفر المزامير تحديدًا غني بالجمل التي تُستعمل فيها emeth، وعلى الأخصّ في الحديث عن الله. تهدف هذه الدراسة توضيح الاشتقاق اللغوي لهذا الشكل الإسمي، ثم تحاول البحث عن المعاني المتنوّعة التي يحملها، أكان في الحديث عنemeth البشر، أم عندما يكون الموضوع emeth الله بنوع خاص. وفي الحالة الأخيرة، يقدّم سفر المزامير المرجع الأساسي لدراسة معاني هذه العبارة. كما وسيظهر من خلال الدراسة سبب وفرة ورود هذه العبارة في سفر المزامير. تتوخّى هذه الدراسة مساعدة القارىء العربي، أكان من ذوي الاختصاص في اللاهوت أم مؤمنًا عاديًّا، على فهم أدقّ للآيات من العهدين القديم والجديد على حدّ سواء التي تتحدث عن حقّ الله وأمانته بالاعتراف والتسبيح. وآخر محاضرة في هذا اليوم كانت بعنوان: "الصلاة والتسبيح"، قدّمها لنا الأب البروفسور أندره وينان، وهذا ملخّصها: التسبيح يعني ابتهاج الحياة في عودتها، والتي تدرك الثمن في مواجهة الموت وتخطّيه. والدعوة إلى التسبيح هي عمليّة خروج من الذات تجذب الآخرين إلى الخروج أيضًا من ذاتهم فيلتفت الجميع نحو الله ... يعني التسبيح إعلان كيفيّة تأوين الخروج في الوقت الحاضر ... التسبيح هو علامة الخلاص، والنصر على الشرّ الذي يسحقه. إنّه فرح للحياة وللخير ... وهو مغروز في قلب التضرّع بالذات ... وأن تدعو الآخرين للتسبيح، أو تلاقيه في تسبيحه هو، فهذا يعني المشاركة في الترنيم الموجّه إلى مَنْ يريد أن يجمع الإخوة في شعب واحد. كما أخذت بعد الغداء صورة جماعيّة لكلّ المشاركين في المؤتمر. اليوم الثالث في اليوم الثالث. في تمام الساعة التاسعة إلاّ ربع من صباح يوم الثلاثاء الواقع فيه 27/ 1/ 2009، بدأت الرابطة يومها بصلاةٍ في كنيسة دير سيّدة البير، هيأتها الرابطة الكتابية في الأراضي المقدسة. وبعد الانتهاء من الصلاة، توجّه المشاركين إلى قاعة المحاضرات،لحضور المحاضرات التي ستُتلى عليهم، والتي كانت تتبعها كل مرّة فترة مناقشة واستراحة وغداء وقدّاس –كان بحسب الطقس اللاتيني- وعشاء. وكان هناك بعد فترة العشاء عرض لتقارير رابطات الشرق الأوسط عشر دقائق لكلٍّ منها، وبحضور الأمين العام للرابطة الكتابية العالمية، السيّد ألكسندر شفايتزر. وبعد الانتهاء من تقديم التقارير لرابطات الشرق الأوسط، قدّم الأب بيوس عفاص، منشّط الرابطة الكتابية في العراق، شهادة مؤثرة عن التسعة أيّام التي قضاها هو ووزميله الأب مازن متوكا في الاختطاف العام الماضي. ندرج في ما يلي وباقتضاب ملّخصات عن محاضرات هذا اليوم للمساهمين في المؤتمر البيبلي الحادي عشر، متتبعين في ذلك الترتيب الزمني لإلقائها. ألقى الأب جان عقيقي محاضرة بعنوان: "العدل الإلهيّ في المدينة الأرضيّة. مقاربة فلسفية للمزامير"، وهذا ملخّصٌ عنها: العدالة في مدينة البشر انعكاس القسط الإلهي الذي رافق الخلق فنظّم وأسّس كل شيء طبقًا لتناغم المنظومة الكونية التي تعطي لكلّ كائن مكانه ودوره حيث هو في الزمان والمكان. ولأن الإنسان، صورة الله في الحريّة المسؤولة، والدبّرة والمبدعة، يعقل، ويدرك، ويتعاطف، نراه يبحث في العدل بعد معاناة، وينسخ ما للإلهي من قدرات في وضع النقاط على الحروف. هكذا تكون العدالة المزموراتيّة من نسيج الخالق ولو كانت المادّة من نتائج محلّي شامل. فلأنّه مائت واجتماعيّ بالتحديد، ويعي ما لهذه الكينونة من وجع المصير، حدّد الآدميّ المهلّل نواميس أرادها إلهية المصدر ليثبّت مساره سالكًا طريق الله بين البشر. فكانت العدالة ثلاثية الأبعاد والوجوه، اعتدال في العيش والفكر والتصرّف ممّا يقرّب أكثر من من مصدر كلّ خير؛ عدلٌ ورحمة في المجتمع، وانفتاح على الغيّرية القريبة والبعيدة، ممّا يساعد على تجاوز المألوف في المشاركة الكاملة في كلّ شيء؛ وأخيرًا حُكم صدقٍ وإنصافٌ يساوي الخلق في نسمة الحياة وراحة الموت. وليس غريبًا على هذا الساميّ أن يستلهم العدل الإلهيّ كما تأمّلته ووظّفته أجيالٌ من المؤمنين الفرعونّيي الثقافة والدين، وغنّته فعلّمته كهنةُ بابل وأشور حتى تداولته الأجيال اللاحقة حتى اليوم، فأنشدت مع صاحب المزامير نشيد الدّيان العادل الّذي أسّس الأرض على قواعدها. وألقى الأب جوزف بو رعد محاضرة ثانية بعنوان: "آفة الشفاه المتملّقة (مز 12)"، وهذا ملخّص عنها: تكلّم عن المزمور 12 ومزامير آخرين وبيّن كيف توجد فئة من الناس مغبونة، وهي فئة البائسين والمساكين ... وكيف توجد فئة أخرى هي فئة المتملّقين الذين ينشرون النميمة ويحلفون بالباطل ولايسودهم أحد وكلامهم يلامسه الكفر (آ 5) ... ويظهر لنا التعارض بين انتفاء الصدق بكلام الأشرار المنمّق وكلام الله الذي هو حقيقة مصقولة ومصهورة سبع مرّات ويدعو صاحب هذا المزمور إلى توحيد القلب والكلمة وإلى التمثّل بالله. وفي الجلسة الثانية من اليوم الثالث، كنا مع محاضرة للأب نجيب إبراهيم حول موضوع "المزمور 68 وعظمة المسيح في الرسالة إلى أهل أفسس 4: 8-10"، وهذا ملخّصٌ عنها: "أنشدوا لله واعزفوا لاسمه"(آ5)؛ "يا ممالك الأرض لله أنشدي، للسيّد اعزفي" (آ33). المزمور 68 هو دعوة للشعب ولكلّ الأمم إلى تسبيح الله من أجل أعماله الخلاصيّة. فالربّ هو "ياه وإلوهيم وإيل وأدوناي وشدّاي". يرجع اسم الله في كلّ المزمور بشكل طلبة. فالآتي من سيناء والراكب على الغمام هو أب اليتامى ومنصف الأرامل، هو المحرّر والمخلّص. يقوم للقضاء وينتصر بقوة جيش السّماوات والأرض. ويقيم دائمًا في مسكنه الذي اختاره قمّة فوق كل القمم كاشفًا عن قوّته لشعبه. الربّ هو سيّد الكون والتاريخ، ومكان سكناه الدائم هو جبل صهيون. يبدو إذًا أنّ المزمور الذي كُتِبَ في عهد الملوك قد أُعيدت قراءته في زمن ما بعد الجلاء. مَن السيّد الذي يسكن جبل تابور إلاّ الربّ الآتي من السماء ليسكن على جبل صهيون، وصولاً إلى سيد الكون والتاريخ الذي يقيم العدل بين كلّ الأمم. أعاد الربّانيون قراءة المزمور على ضوء مركزيّة الشريعة، في زمن لم يعد هناك هيكل ولا ملك في إسرائيل. صارت الشريعة جوهر الهويّة الدينيّة والهبة الإلهيّة الأعظم. فأصبح المزمور نشيد تسبيح لله الذي اعطى الشريعة لشعبه بواسطة موسى النبيّ. وما الجوهر والعطيّة في تدبير العهد الجديد سوى المسيح ابن الله، عطيّة الآب لنا. والمسيح بدوره يهب الكنيسة ذاته من خلال الرسل والأنبياء والمبشّرين والرعاة والمعلّمين من أجل الوصول الى الإنسان الراشد، إلى القامة التي توافق كمال قامة المسيح. في القراءة المسيحانيّة للمزمور تأوين أنتروبولوجي، يصل الإنسان إلى تحقيق ذاته ودعوته عندما يقبل هبة الله للبشر: الابن الحبيب (أفسس1: 6 ) لذي أسرَ الأسرى، إذ اقامه الله من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه في السّموات فوق كلّ رئاسة وسلطان وقوّة وسيادة (راجع أفسس 1: 20-23 ( أما الإنسان الجديد والراشد الذي يتكلّم عنه كاتب الرسالة هو الكنيسة، جسد المسيح، التي يجب أن تنمو بالمحبّة والإيمان نحو الرّأس، أي المسيح. كما ألقى الأب ريمون الهاشم في الجلسة نفسها، محاضرة عنوانها: "المزمور 130"، وهذا ملخّصٌ عنها: بدأ كلامه بنفي أن يكون هذا المزمور له علاقة بالموتى. وقال أنّه (المزمور) ينتمي إلى القسم الرابع وهو أحد مزامير المصاعد (120-134) ... بعد ذلك شرح المزمور وأكّد فيه شرحه للمزمور أن الكلمة هي التوكل على الله في كلّ شيء ... ولاتضرّع من دون ثقة وإيمان بالله ... وأخيرًا ختم كلامه بالقول: أنّ الانتظار له علاقة بإلهام الربّ. وبعد فترة الغداء كان الموعد مع الأخت كليمنص حلو التي قدمت لنا محاضرة بعنوان :"هللويا: اختصار للمزامير (مز 150)"، وإليكم ملخّصٌ عنها: المزامير المائة والخمسون بين قطبين: "الطوبى" في البداية و"هللويا" في النهاية وكأنها تعيد ذاتها مختَصِرةً المزامير. وإسم المزامير "مَزمورو" في السريانية و"تهلليم" في العبرية تعني هذا التهليل ونُبشِّر به. ونتساءل: هل بُنية المزامير ولغتها ومعناها توحي بهذا التهليل؟ وما هي قاعدة التهليل في المزامير؟ وكيف يختم المزمور 150 كتاب المزامير فيُصبح كمال التهليل وتحقيقه؟ يقوم المزموران الافتتاحيان كمزمور واحد يفتتح السفر كلّه ويختتم المزمور الأخير (150) ليس فقط لجزء الخامس منه بل الكتاب كله معتبرًا واحدًا. على (94) استعمال لكلمة "تسبيح" وبالتالي تهليل في سفر المزامير، 35 منها ترد في المزامير الخمس الأخيرة وعلى الأخص 148 حتى 150 ، والتهليل يتدرّج من البداية إلى النهاية إلى أن يتوّج بالمزمور الأخير وبه يُختَصَر. والمزامير لغتان: الإستغاثة والتسبيح إنهما قطبان يشملان الإنسان ولكن التهليل مغروس في عمق مزامير التشكي والأنين لأنه يستبق وعود الله بالرحمة والخلاص. إن معنى المزامير الأساسي هو التسبيح، إنّه اندماج بين الاستغاثة والبركة. التسبيح جواب الإنسان على الله. إنّه الدهشة به وبصفاته وأعماله والتعبير عن هذه الدهشة بل عن هذا الانذهال بالموسيقى والغناء والرقص. التسبيح هُتاف واستذكار لآيات الله مع شعبه في الماضي. التسبيح حمدٌ وبركة ومشاركة للآخيرن والمزامير تحمل يف طيّاتها وعدًا بمجيء المخلص. إنها تتردّد 119 مرة في سفر المزامير على 206، في العهد القديم ويتراكم هذا الهُتاف في المزامير الأخيرة الثلاث يتوّجها المزمور 150. هذا المزمور الخاتمة كله كناية عن هتاف يدعو لتسبيح الرب ترافقه أصوات الآلات الموسيقية ويمتدّ فيه التسبيح إلى كل حيّ، فالنسمة التي هي خاتمة الخاتمة تعني نَفَس الله الذي أُعطي للإنسان وهذه التسمية تختصر الحياة كلها. في المزمور الأخير تتردّد الدعوة إلى التسبيح عشر مرات "هللوا له" محاطة بإطارين "هللويا". ويجيب المزمور على أربعة أسئلة: أين، ولماذا، وكيف، ومَن؟ فالله يسكن في الوقت ذاته في الهيكل وفي السماء وآياته العظيمة نحو شعبه تستدعي التسبيح. وهذا التهليل تقوم به سمفونية 7 آلات موسيقة ترافق الإنشاد والرقص. وقمة الموسيقى الصامتة تعزفها "النّسَمة" التي تُعطي معنى ليس فقط لهذا المزمور بل لكلّها. هذا المزمور يصف "الخليقة الجديدة والأرض الجديدة" في عرسها الموعود كما في سفر الرؤيا (19: 22)، ولذلك فهو يتّخذ شكل قصيدة في شعر وزنه الترداد والتوازي والطلبة ويُشارك به الإنسان بكل حراسه ويتمايل جسده بل بترنحه المقدّس. هذه القصيدة الختامية يصبّ فيها المعنى والمبنى تهليلاً يطول كل حي، وهي نسيج من المزمور تُشير فيها كل كلمة وعدد ولحن إلى أبعد. فيمكننا أن نسميها "صراخ الصمت" كذلك الذي سمعه إيليا على جبل حوريب. فالطوبى التي ابتدأت بها المزامير تنتهي بأوركسترا تسبيح تخلق في أعماقنا بُنية روحية تترنّم، سكنتها الأجيال ولا تزال. وتبعتها محاضرة أخرى عن "طريق الحج تنتهي باللقاء مع الله (مز 118)"، ألقاها علينا الأب نعمةالله الخوري، وهذا ملخّصٌ عنها: بدأ المحاضر محاضرته بالحديث عن الدوافع التي تدفع الحجاج بالذهاب أو الصعود إلى الهيكل لتلاوة أناشيد الحمد والشكران لله . وبيّن كيف أنّ صاحب المزمور يعيش في مأساة أو مشكلة وكيف أنّ الأعداء يحيطون به من كلّ جانب وهو ضعيف ولا يستطيع مواجهتهم ... وعمل مقارنة بين كرمة إسرائيل التي لم تعط ثمارًا وبين كرمة يسوع التي أعطت ثمارًا وفيرة وذلك في حديثه عن القراءة المسيحيّة للمزمور ... وأكّد كيف أن صاحب المزمور الذي كان في ضيق، نجا منه بطريقة عجائبية. وآخر محاضرة في هذا اليوم كانت بعنوان: "المزموران الأوّل والثاني الموضوع العام لسفر المزامير"، قدّمها لنا الأب البروفسور أندره وينان، وهذا ملخّصها: لا شكّ أنّ الشهرة التي اكتسبها المزمور الأوّل تعود إلى كونه يفتتح "كتاب المزامير". لكنّ هذه المكانة لم تأتِ على الأرجح عن طريق الصدفة، لأنّ هذا النشيد، بمقابلته للبارّ مع الأشرار، يفرز على دفعة واحد الأشخاص الذين ستسلِّط المزامير الأخرى الضوءَ عليهم. إضافة إلى ذلك، من خلال وضع التعارض في إطار الصراع مع الشرّ، يصنع النشيد تصميمًا للكتاب بأكمله. أما المزمور الثاني فيكمّل المهمّة وكأنّه يريد الكشف عن خفايا المزمور الأوّل، مغنيًا بذلك منهجيّة القراءة؛ ففيه أشخاص آخرون، يأتون ليتطابقوا مع الأوّلين، مع انضوائهم في إطار الصراع الذي تتضّح فيه المواجهة التي يجري الحديث عنها في المزمور الأوّل. اليوم الرابع في اليوم الرابع. في تمام الساعة التاسعة إلاّ ربع من صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 28/ 1/ 2009، بدأت الرابطة يومها بصلاةٍ في كنيسة دير سيّدة البير، هيأتها الرابطة الكتابية في سوريا. وبعد الانتهاء من الصلاة، توجّه المشاركين إلى قاعة المحاضرات،لحضور المحاضرات التي ستُتلى عليهم، والتي كانت تتبعها كل مرّة فترة مناقشة واستراحة وغداء وقدّاس –كان بحسب الطقس البيزنطي- وعشاء. وكان هناك بعد فترة العشاء موعد ولقاء لكلّ المشاركين مع الأب البرفسور أندره وينان، للحديث حول النشاطات البيبليّة في كلّ الأوطان العربيّة. ندرج في ما يلي وباقتضاب ملّخصات عن محاضرات هذا اليوم للمساهمين في المؤتمر البيبلي الحادي عشر، متتبعين في ذلك الترتيب الزمني لإلقائها. ألقت الأخت روز أبي عاد محاضرة بعنوان: "الرحمة الإلهيّة في المزامير"، وهذا ملخّصٌ عنها: أن نتكلّم عن الرحمة الإلهية يعني أن نعرض موقف الله الرحيم إزاء الانسان الرازح تحت عبء الظلم أو الخطيئة. إذًا نحن في معرض مشهدٍ متباين كلّيًا؛ من جهة نجد الربّ العظيم القدير، ومن جهة أخرى نقع على إنسانٍ في غاية البؤس والشقاء. فكيف يمكن لعظمة الله أن تدخل في الحياة الانسانية العاديّة الغارقة في عالم محبوك بالمصاعب؟ ما هذا الإله المدهش الذي لا يدع أحدًا يلمح عظمته إلاّ بعد أن يغدو القريب جدًا؟ ما يُدهشنا ليس فقط إنحاءُ الله على شقاء الانسان، بل كيفية إبراز الحقيقة الإلهية بأشكالٍ مصوّرة، بحيث يغدو الوحي الإلهي مجسّدًا برموزٍ وصور تبلغ أوجَها في خلع الصفات البشرية على الله. الإله القريب من الإنسان هو الذي تتجلّى رحمته لا بالأفكار ولا بالعقائد بل بالاختبار والتاريخ وتسلسل الأحداث في الحياة اليومية. تظهر رحمةُ الله في المزامير على ثلاثة مستويات: كيانه، وأعماله، وأقواله. بالنسبة لكيانه، إنّه الحاضر، والمرافق، والمدافع، والفادي والنصير، وبخصوص أعماله، عندما نراه يستضيف، يقوّي، يدعم، يُؤوي، يَطرد الخزي، ينتشل من القلق، يفرّج من الضيق، يلازم في المرافقة، يوفِّر السلام، ويشدِّد العزم، أمّا في ما يخصّ أقواله فنعني بها خطاباته التشجيعية. لا يتخلّى الله قط عن قضايا العالم، بل يتدخّل، يبحث عن علاقة، إنّه الحاضرٌ، إنّه الكائن مع. تترسّخ هذه القناعة باختبار حضور الله وسكنه ومعونته وتواصله وترحيبه. وجه الربّ الرحيم الذي تجلّى لنا هو وجه الإله الهادئ، الصافي، الذي لا يُثير الشعور بالإثم والخزي والارتباك. إنّه وجه الإله الذي ينشل الإنسان القابع في زوايا ذاته، يتآكله اليأس من الداخل بغية إقلاعه عن سائر طموحاته، ليطلقه نحو الانفتاح والنمو وتحقيق الذات. يقف الله الرحيم قرب الإنسان، لأنّه هو الذي برأه على صورته كمثاله، وحوله سيتمحور شغله الشاغل. العدالة في مدينة البشر انعكاس القسط الإلهي الذي رافق الخلق فنظّم وأسّس كل شيء طبقًا لتناغم المنظومة الكونية التي تعطي لكلّ كائن مكانه ودوره حيث هو في الزمان والمكان. ولأن الإنسان، صورة الله في الحريّة المسؤولة، والدبّرة والمبدعة، يعقل، ويدرك، ويتعاطف، نراه يبحث في العدل بعد معاناة، وينسخ ما للإلهي من قدرات في وضع النقاط على الحروف. هكذا تكون العدالة المزموراتيّة من نسيج الخالق ولو كانت المادّة من نتائج محلّي شامل. فلأنّه مائت واجتماعيّ بالتحديد، ويعي ما لهذه الكينونة من وجع المصير، حدّد الآدميّ المهلّل نواميس أرادها إلهية المصدر ليثبّت مساره سالكًا طريق الله بين البشر. فكانت العدالة ثلاثية الأبعاد والوجوه، اعتدال في العيش والفكر والتصرّف ممّا يقرّب أكثر من من مصدر كلّ خير؛ عدلٌ ورحمة في المجتمع، وانفتاح على الغيّرية القريبة والبعيدة، ممّا يساعد على تجاوز المألوف في المشاركة الكاملة في كلّ شيء؛ وأخيرًا حُكم صدقٍ وإنصافٌ يساوي لخلق في نسمة الحياة وراحة الموت. وليس غريبًا على هذا الساميّ أن يستلهم العدل الإلهيّ كما تأمّلته ووظّفته أجيالٌ من المؤمنين الفرعونّيي الثقافة والدين، وغنّته فعلّمته كهنةُ بابل وأشور حتى تداولته الأجيال اللاحقة حتى اليوم، فأنشدت مع صاحب المزامير نشيد الدّيان العادل الّذي أسّس الأرض على قواعدها. وألقى الدكتور نقولا أبو مراد محاضرة ثانية بعنوان: "هيكل الله وحضوره في المزامير"، وهذا ملخّص عن محاضرته: بدأ الدكتور أبو مراد محاضرته بالإشارة إلى قصّة الهيكل في أسفار صموئيل والملوك حيث الكلام عن رفض الله خطّة داود في بناء الهيكل لأنّ الله لا يريد أن يبني له أحد بيتًا إذ هو الحامي منذ الخروج من مصر. يقبل الله بعد ذلك بناء الهيكل كما أراده سليمان شرط أن يحفظ الملك والشعب مشيئة الله الأمر الذي لم يحصل وانتهى إلى دمار الهيكل.يرى د. أبو مراد أنّ هذه الحركيّة نجدها في المزامير فالهيكل يغيب في القسم الأوّل الذي يصوّر ملكيّة داود. والتشديد فيه وفي القسم الثاني على السماوات والأعالي كمسكن لله. في الجزء الثالث يُدمر الهيكل ويسبى الشعب. وفي الرابع دعوة إلى بناء هيكل من الله يتحقق في الجزء الخامس حيث يبني الله هيكله في الأعالي في أورشليم السماويّة ويدعو الكلّ إلى عبادته فيه. وفي الجلسة الثانية من اليوم الثالث، كنا مع محاضرة لـ فردريك جيجان حول كتابه "القراءات الإنجيليّة وفق التلاوة الشفهيّة للرسل". كما ألقى القس هادي غنطوس في الجلسة نفسها، محاضرة عنوانها: "في مواجهة لاعدالة الحياة (مز 49)". وبعد فترة الغداء كنا على موعد مع الأب أيّوب شهوان، منسّق الرابطة الكتابيّة في الشرق الأوسط الذي قدّم لنا محاضرة بعنوان :"مزمور 45: عرس ملكي"، وإليكم ملخّصٌ عنها: هذا المزمور هو قصيدة تمدح محبة يهوه لإسرائيل بطريقة رمزية، حيث لكلّ تفصيل معنى خاص. كثيرون عند قراءة نشيد الأناشيد مثلاً يقولون: انه صالح إلى العشاق وهذا غير صحيح. كذلك هذا المزمور ليس غزل دنيوي. بل يجب أن يفهم بطريقة رمزية ... هناك معطيات تتقابل بينهما فليس تاج الملك من يذكر بل تاج العروس، وليس موكب العريس من يذكر بل موكب العروس. إنه إذًا نص ليتورجي كل شيء فيه مركّز على الهيكل وعلى ليتورجية الهيكل وعلى الملك الذي هو للهيكل ... إنه مزمور ملكي وليس قصيدة لعرس ملكي والفرق كبير! لقد تحقّق موضوع عرس يهوه وهو موضوع نبوي بامتياز. هو موضوع عرس مع إسرائيل. في العهد القديم الله هو عريس لبني إسرائيل ومع المسيح توسع المفهوم فشمل الكون كلّه فصار الكل لله والله للكل. إنه مزمور مسيحاني بإمتياز. وتبعتها محاضرة أخرى عن "الفقراء والودعاء في المزامير"، ألقاها علينا الأب بيتر مدروس، وهذا ملخّصٌ عنها: الفقير في العبريّة "عَني" يُصبح وديعًا متواضعًا. في العبريّة "عَنَو" انطلاقًا من فقره وقهره ووعيه لبؤسه وعوزه. يتكل على الله ويرجو منه تعالى الخلاص، هذا الإله الذي "يُخلّص الشعب المسكين". ويسوع هو تجسّد هذا الربّ المخلّص الفادي الذي "يخلّص شعبه من خطاياهم" التي هي أساس الشرور أو معظم الشرور التي منها يعانون. في المزمور 37 يقول المترنّم ان "الودعاء يرثون الأرض" في حين أنّ أهل العنف يحتلّون من غير حقّ ولا جدارة. سيدنا يسوع المسيح يُهنّيء الودعاء، ويطوّب ايضًا الفقراء بالشكل المطلق (في إنجيل لوقا) والفقراء بالروح أي غير المتعلّقين بالمال (في متّى 5: 3). يسوع يطوّب الـ "عنييم" الـ "عَنَويم" المساكين الفقراء الودعاء الباكين المظلومين. تواضعهم سيخلّصهم وفي الآخرة سوف يرثون الملكوت المُعَد لهم منذ انشاء العالم. وآخر محاضرة في هذا اليوم كانت بعنوان: "خاتمة كتاب المزامير"، قدّمها لنا الأب البروفسور أندره وينان، وهذا ملخّصها: إذا كان كتاب المزامير يُستهَلّ بنظرة ثُنائيّة إلى عالم مشطور إلى اثنين، فهو يُقفَل على عالَمٍ يلتقي فيه كلّ شيء في التسبيح. في الآيات التسعة والعشرين التي تُكوّن المزامير الثلاثة الأخيرة من كتاب المزامير، نقرأ الفعلَ "سَبَّحَ" ثمانية وعشرين مرّة، والمَصدرَ "تسبيح" (148: 14؛ 149: 1) مرّتَين، وسبع مرادفات في مز 149 (ستة أفعال، واسم واحد، في آ 6، "إعلاءات"). رغم ذلك، لم يتحقّق هذا التسبيح، كونه موجودًا مُسبقًا في الدعوة أو في الرغبة. هكذا كلّ الأفعال في صيغة إراديّة تعبّر هنا عن النداء أو التمنّي. بهذه الطريقة، خاتمة كتاب المزامير هي انفتاح بالرغبة على عالَمٍ كلُّ شيءٍ فيه لا يكون سوى تسبيح. هذا العالم تعلنه الخاتمةُ، مُطْلِقةً دعوة ملحّة للدخول فيه منذ الآن بهدف بنائه اليوم الخامس تابعت الرابطة الكتابية (إقليم الشرق الأوسط) مؤتمرها البيبلي الحادي عشر في يومه الخامس. في تمام الساعة التاسعة إلاّ ربع من صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 28/ 1/ 2009، بدأت الرابطة يومها بصلاةٍ في كنيسة دير سيّدة البير، هيأها الكلدان المشاركون في المؤتمر.وبعد الانتهاء من الصلاة، توجّه المشاركين إلى قاعة المحاضرات،لحضور المحاضرات التي ستُتلى عليهم، والتي كانت تتبعها كل مرّة فترة مناقشةواستراحة وغداء وقدّاس –كان بحسب الطقس الماروني- وعشاء. وبعد الانتهاء من المحاضرة الأولى لليوم الخامس، أطل علينا غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلّي الطوبى، يرافقه سيادة المطران أنطوان بيلوني والأب جليل هدايا، وتم استقبال غبطته عند مدخل قاعة المحاضرات بنشيد سرياني، وبعدها دخل إلى قاعة المحاضرات على وقع التصفيق والهلاهل. ورحّب بصاحب الغبطة الأب أيّوب شهوان، منسّق الرابطة الكتابيّة في الشرق الأوسط ووقدم لغبطته بعض منشورات الرابطة الكتابيّة. بعدها عرّف الأب ميشيل نعمان الحضور بصاحب الغبطة، وأخيرًا توجّه صاحب الغبطة بكلمة إلى كل المشاركين في المؤتمر وصلّى في "كابيلا" دير سيّدة البير وقاسمنا فترة الاستراحة ثم غادر غبطته الدير. ندرج في ما يلي وباقتضاب ملّخصات عن محاضرات هذا اليوم للمساهمين في المؤتمر البيبلي الحادي عشر، متتبعين في ذلك الترتيب الزمني لإلقائها. ألقى بولس طرزي محاضرة بعنوان: "صورة داود في المزامير"، وهذا ملخّصٌ عنها: عرض الأب طرزي في محاضرته لِسِمَات داود في سفر المزامير انطلاقًا من المزمورين 89 و132. وذلك بإبراز أوجُه الشبه القويّة مع نبؤات اشعيا وحزقيال. شدّد الأب طرزي في دراسته على التغيّر الجوهري الذي طرأ على وظيفة داود في انتقاله من الراعي إلى الملك في أسفار الأنبياء الأوّلين ثم عودته من الملكية إلى الرعاية في الأنبياء وكذلك في المزامير. بإعتباره لمزامير كتابًا يُقرأ متكاملاً، أبرز الأب طرزي أنّه كالأنبياء الأوّلين المكمّلين في الأنبياء اللاحقين يعرض المزامير قصّة الإله الكتابي نفسه الذي يرعى شعبه لا بداود الملك بل بداود الراعي الأواخري. وألقى الدكتور دانيال عيّوش محاضرة ثانية بعنوان: "الجسد وسبل الحياة في مز 16"، وهذا ملخّص عن محاضرته: تدرس هذه المقالة المزمور 16 في مقاربة أنثربولوجيّة. في هذا القسم الأوّل تُحدّد هوية المرنم كداود النموذجي، كذلك الملك الفادي الذي يقود الشعب إلى الخلاص.ثم تدرس العبارات والمصطلحات التي تصوّر طبيعة الإنسان وعلاقته مع الله: الجسد، النفس، الكليتين، القلب، الكبد. وفي محور المقال السؤال إذا كان المزمور يتكلم على الحياة الأبدية والقيامة.في قراءة متزامنة وقانونيّة لسفر المزامير بسائره تؤكد هذه المقالة أنّ المزمور 16 يشدّد على قوة الله الفاعلة في داخل الإنسان المحتاج والضعيف، وعلى قوة الإنسان المؤمن الذي لا يمكن أن يموت لأنه مُلك الله والله هو الحياة. كما ألقى الأب هادي محفوظ محاضرة حول موضوع "التطويبات في المزامير". وهذا ملخّ عن محاضرته: التطويبات موجودة في الحضارات وخاصةً المصريّة واليونانيّة منها وقد أثرت بدورها على مزامير العهد القديم. التطويبات تطال مرافق الحياة كلّها وكل جوانب حياة الإنسان الروحيّة والجسديّة والنفسيّة. تعلّمنا التطويبات أن نهنأ ونسعد بالثبات بالربّ ونحب الناس ونحترم كل ما لنا. وألقى الأب كميل وليم محاضرة عنوانها: "المزامير في مخطوطات قمران". وهذا ملخّص عنها: قسم موضوع محاضرته إلى مقدمة و خمس نقاط: عرض بعد المقدمة فكرة عامة عن مخطوطات قمران الكتابية: عددها ومحتواها وتبرير استخدام كلمة "كتابية" بالرغم من أنه في تلك الفترة لم تكن حدود الكتاب المقدس قد وضعت. وفي النقطة الثانية عرض نماذج من تفاسير جماعة قمران للمزامير، وكيف أوّنها المفسّر واعتبر أنها تتحقق في زمنه. أما النقطة الثالثة فإنها تدور حول نصوص شعرية قريبة جدا من المزامير وتنقسم إلى فئتين: ترد الأولى في صيغة المتكلم وتتناول قناعات ومشاعر ذاتية. في حين أن الفئة الثانية تتناول خبرات أي عضو في الجماعة. عرض في النقطة الثالثة ذاتها إلى نصوص شعرية أخرى، كل ما يميزها عن المزامير القانونية أنها تتركز على الخلق كسبب لتمجيد الخالق. وخصص النقطة الرابعة لدراسة مخطوطة مغ 11 مز والتي ترد فيها المزامير بترتيب يخالف ترتيب النص المسوّر، كما أنها تضم نصوص نعرفها فقط من ترجمات أخرى (مز 151 من الترجمة السبعينية، 154 و 155 من البشيطة) ومقاطع ترد في أماكن أخرى في النص المسوّر (سي 51؛ 2 صم 23 : 7) ونصوص أخرى لم تكن معروفة (نشيد صهيون، تمجيد الخالق و كتابات داود ( وخصص النقطة الأخيرة للبعد الأنثربولوجي للمزامير، انطلاقا من مز 1: يستطيع أن يصلي المزامير الإنسان الذي يعشق شريعة الرب ويساهم في أن يكون المجتمع سليما. وكنا مع محاضرة خامسة ألقاها الخوري جوزف نفاع عنوانها: "الرجاء الوثيق بالله (126)". وهذا ملخّص عن محاضرته: المزمور 126 هومن مزاميرالمراقي، أي من المجموعة التي أنشدها الشعب العائد نحو أورشليم. اسرائيل أنشد هذا المزمور ليحتفل بإيمانه الذي تحقّق. لقد كرّروا، بعد الاطلاق، ما تنبأوا به زمان السبي، وهذا ما أعطى المزمور معنًا أضافيًا. يحتفل الشعب لا بالخلاص وحده بل بإيمانه وثقته وصبره وخاصّةً بوعيه لضرورة الخلاص ولضرورة الخلاص المسيحاني الشامل.مزمورنا هذا هو خير سند للمؤمن المُمْتَحَن والمقهور. إنّهصرخة أيمان مدوّية، فإذا كان همّ الربّ خلاص جميع البشر، حتّى الأكثر خطأً بينهم، فلن يتخلى عنك بتاتًأ ، وأنت شريكه في مشروعه الخلاص. واتكاله (الله) عليك أنت دون سواك! وآخر محاضرة في هذا اليوم كانت بعنوان: "حيث الصراخ يصبح تسبيحًا: المزمور 22"، قدّمها لنا الأب البروفسور أندره وينان. ختام المؤتمر تابعت الرابطة الكتابية (إقليم الشرق الأوسط) مؤتمرها البيبلي الحادي عشر في يومه السادس (والأخير). ففي تمام الساعة التاسعة إلاّ ربع من صباح يوم الأربعاء الواق، لحضور28/ 1/ 2009، بدأت الرابطة يومها بصلاةٍ في كنيسة دير سيّدة البير، هيأها الأرثوذكس المشاركون في المؤتمر.وبعد الانتهاء من الصلاة، توجّه المشاركين إلى قاعة المحاضرات،لحضور المحاضرات التي ستُتلى عليهم، والتي كانت تتبعها كل مرّة فترة مناقشة واستراحة وغداء. وبعد الغداء انطلق جميع المشاركين في يومٍ ممطر إلى بيروت، حيث زاروا كنيسة مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس، وكان بانتظارهم في الكنيسة الدكتور أنطوان حرب، ليشرح لهم تاريخ هذه الكنيسة وبعض المعالم البيروتيّة الأخرى. وبعد زيارة بيروت رجع المشاركون إلى دير سيّدة البير وكان لهم لقاء في الساعة السادسة إلاّ ربع من أجل تقييم المؤتمر، حيث انقسموا إلى خمس فرق وبعدها عرضت خلاصات اجتماعاتهم واختتم المؤتمر بقدّاس -بحسب الطقس السرياني- وعشاء ختاميين. ندرج في ما يلي وباقتضاب ملّخصات عن محاضرات هذا اليوم للمساهمين في المؤتمر البيبلي الحادي عشر، متتبعين في ذلك الترتيب الزمني لإلقائها. ألقى القس عيسى دياب محاضرة بعنوان: "العبادات الدينية الكنعانية في المزامير"، وهذا ملخّصٌ عنها: تناول القس دياب في محاضرته بعض صفحات من تاريخ إسرائيل وعلاقاتها بسفر المزامير؛ ثم عرض بعض العناصر الكنعانية الموجودة في بعض المزامير؛ وأخيرًا فسّر العناصر الكنعانية في سفر المزامير. واختتم محاضرته بالتأكيد على أنّ الإسرائيليين قاموا باقتباس الكثير من العناصر الكنعانية وتطوّيعها لكي تخدم إيمانهم. وألقى الأب غزوان بحو محاضرة ثانية بعنوان: "البعد الأنثوبولوجي للخلق في المزامير والأساطير البابليّة"، وهذا ملخّص عن محاضرته: بيّن في بداية محاضرته سبب أخياره الموضوع، من خلال السؤال الذي وجهه المصلّي في المزمورين 115: 2: أين هو إلههم؟ وعلاقة هذا المزمور مع أسطورة "إنوما إليش"، أي، قصّة خلق العالم البابليّة، التي تتضمن قصّة تمجيد الإله مردوخ الذي كان في فترة المنفى البابلي (587-538 ق.م) وهو إله الآلهة الذي انتصر في حربه ضد أورشليم ودمّر هيكلها. ولهذا فإن المزمور يحاول الإجابة على أنّ الرب لم يترك شعبه ويدعو المصلّي ليثق بالله الذي هو إله رحوم وأمين في وعوده. وهذا الإنسان المخلوق من قبل الرب مدعو كذلك إلى تمجيد اسم الرب حتى في أوقات المنفى والضيق، لأنّ الآلهة الأخرى هي صنع أيدي البشر. وألقى الأب أنطوان عوكر المحاضرة الأخيرة في المؤتمر والتي كانت بعنوان: "الإنسان بين الوحي والتسبيح (مز 19 و 148)". وهذا ملخّص عنها: يتميّز الإنسان عامة والمؤمن خاصة بأربعة علائق: علاقة مع الله، مع نفسه، مع الآخر، مع الطبيعة. ففي علاقته مع الله، لدينا مفهوم الصلاة والكون المدعو إلى التسبيح. وفي علاقة المؤمن مع نفسه والآخرين، لدينا قيمة إضافية تعطى للإنسان المخلوق والمساوي والمتسلط؛ ألا وهي قيمة ضبط أصوات الخلائق الأخرى... والتناغم مع نفسه ومع الآخرين المدعوين. وأمّا عن علاقته (المؤمن) مع الطبيعة، فلدينا التناغم مع الطبيعة وعدم الخوف منها، لأنّها شاهدة على خلق الله وعهده مع الإنسان... مع هذين المزمورين نحن أمام ليتورجيّة كونيّة، لأنّ كل ما هو مخلوق مدعو إلى التهليل لاسم الله

     
الرجاء التسجيل لتتمكن من اضافة تعليق
 
إسم المستخدم: ...
كلمة المرور: ...
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
الزاوية الحرة
معرض الصور
لقاء مربي التعليم المسيحي في الحسكة
رسالة العراق
مسيرة الخلاص بين العهدين
اليوبيل الذهبي للأخت ايلين سيف
مسيرة حب
فريق تنشيط الدعوات في سوريا
نشاطات مع العراقيين في عمّان
رياضة روحية في البطار - سوريا -
رسالتنا في مدينة " الطبقة "
" بيتنا "
دير عشقوت
حلب - 13 حزيران 2008
زيارة المستشارات العامات للإقليم
الرياضة الروحية السنوية 2008
المجمع العام للرهبنة
شركاء الرهبنة
اليوبيل الذهبي للأخت عايدة جدعون
بيت الطالبات في بيروت
معسكر رسولي في سوهاج
مركز التكوين الدائم للكبار في المغرب
الأبوة- الأمومة والبنوة
مركز دار السلام
من تونس
رسالة الفريق الرسولي في سوريا
حفلة التخرج لطالبات ثانوية عامة في مدرسة جيرار
أنت أخي
في العمل الاجتماعي تحقق حلم الله
مركز الرعاية اللاحقة
اليوبيل المئوي لدير بيت لحم
سهرة صلاة بمناسبة العام الجديد
من الجزيرة الى عشقوت
لقاء الأحبّة
نذوري المؤبدة هي فعل شكري للرب
نذور في الرهبنة الثالثة الفرنسيسية
مبرة الأوقاف الإسلامية
مركز التوثيق التربوي حنانيا
يوم روحي لأولاد المناولة الاولى في عين الدلب - صيدا
موريتانيا- السنغال : أرض رسالة
خبرة غير منتظرة
النذور الدائمة للأخت أنطوانيت أوديشو
اليوبيل المئوي لدار السلام
قداس شكر للأخت انطوانيت أوديشو
النذور الدائمة للأخت غراسيا عبد المسيح
مكتبة الملفات