في مكان طالما أحببته... كنت أتردّد إليه مساء كلّ يوم أربعاء ( وهو موعد القدّاس الإلهي الذي تقيمه كنيستنا لجميع أعضاء مراكز التعليم الديني التابعة لها )، كنت أقف أمام المذبح شأني شأن جميع الأشخاص المتواجدون هناك... أتلو الصلوات التي تعلّمتها من خلال تردّدي الدائم إلى ذلك المكان، بالإضافة إلى الترانيم الجميلة التي ترسلها الجوقة المتواضعة إلى مسامعنا. كم هي جميلة تلك الترانيم... أحببتها جداً... ولطالما رغبت أن أكون يوماً ما مع هذه الجوقة... أو غيرها ربّما ... لكن للأسف فلا وقت لديّ... أو ربما ذلك هو العذر الذي نختلقه دائماً عندما نعجز عن القيام بشيء ما... لا بأس، فالناس في الكنيسة تقوم بالترنيم مع الجوقة دائماً. وربما تكون الكنيسة لي وللناس هي المكان الوحيد الذي نستطيع فيه الترنيم أو الغناء بصوت عال دون أن نعير أي اهتمام لمن هم حولنا. ما أروع الصلاة. فهي تغذّي الروح وتطهّرها. تعيدنا إلى ذواتنا وتبعث فينا الأمل. ما أعظم أعمالك يا ربّ، جميعها بحكمة صنعت. خبزنا الجوهري أعطنا اليوم، واترك لنا ما علينا... امنحنا يا ربّ راحة النفس والجسد واحفظنا من رقاد الخطيئة القاتم... أطفئ سهام الشرّير المصوّبة إلينا بغشّ، واقمع ثورات أجسادنا... السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة ... وغيرها الكثير من الصلوات والتأملات التي علّمنا إيّاها كتابنا المقدّس والكنيسة... لكن كثيراً ما كنت أسأل نفسي: كيف تعمل تلك الصلوات فينا؟ كيف تؤثّر على حياتنا اليومية؟ وكيف يمكن لصلاة أتلوها في الكنيسة أو كلّ مساء قبل أن أنام، أو حتى في كلّ حين أن تغيّر مسيرة حياة أشخاص أحبّهم؟ إلى أي مدى يجب أن نطلب من الله، وهل طلباتنا مستجابة دوماً؟ أعلم أنّ الله هو وحده القادر على كلّ شيء... لكن أين هي مشيئة الله إذا أراد كلّ شخص فينا أن يطلب من خلال صلواته أموراً تحقّق غاياته ومصالحه حتى لو كانت تلك الغايات والمصالح من أجل الخير، لا الشرّ؟ أليس في طلباتنا الشخصية إلى الله نوعاً من الأنانية؟ لا أقصد من خلال حديثي هذا أنني لا أثق بقدرة ربّي على فعل أي شيء أريده أو أطلبه منه... على العكس، فأنا كلّي إيمان أنّ الله يريد الخير لنا جميعاً وهو قادر على فعل أي شيء من أجلنا... وله حكمة في حياتنا أيضاً
رامي أنطوان أوبا
دمشق |